سورة النحل - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{بالبينات} أَيْ: أرسلناهم بالبيِّنات بالحجج الواضحة {والزبر} الكتب {وأنزلنا إليك الذكر} القرآن {لتبين للناس ما نزل إليهم} في هذا الكتاب من الحلال والحرام، والوعد والوعيد {ولعلهم يتفكرون} في ذلك فيعتبرون.
{أفأمن الذين مكروا السيئات} عملوا بالفساد، يعني: عبادة الأوثان، وهم مشركو مكَّة {أن يخسف الله بهم الأرض} كما خسف بقارون {أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون} أَيْ: من حيث يأمنون، فكان كذلك؛ لأنَّهم أُهلكوا يوم بدر، وما كانوا يُقدِّرون في ذلك.
{أو يأخذهم في تقلبهم} للسَّفر والتِّجارة {فما هم بمعجزين} بممتنعين على الله.
{أو يأخذهم على تخوّف} على تنقُّص، وهو أن يأخذ الأوَّل حتى يأتي الأخذ على الجميع {فإنَّ ربكم لرؤوف رحيم} إذ لم يعجل عليهم بالعقوبة.
{أَوَلَمْ يروا إلى ما خلق الله من شيء} له ظلٌّ من جبلٍ وشجرٍ وبناءٍ {يتفيَّأ} يتميَّل {ظلاله عن اليمين والشمائل} في أوَّل النَّهار عن اليمين، وفي آخره عن الشِّمال إذا كنت مُتوجِّهاً إلى القبلة {سجداً لله} قال المُفسِّرون: ميلانها سجودها، وهذا كقوله: {وظلالهم بالغدو والآصال} وقد مرَّ {وهم داخرون} صاغرون يفعلون ما يُراد منهم: يعني: هذه الأشياء التي ذكرها أنَّها تسجد لله.


{ولله يسجد} أَيْ: يخضع وينقاد بالتَّسخير {ما في السموات وما في الأرض من دابة} يريد: كلَّ ما دبَّ على الأرض {والملائكة} خصَّهم بالذِّكر تفضيلاً {وهم لا يستكبرون} عن عبادة الله تعالى. يعني: الملائكة.
{يخافون ربهم من فوقهم} يعني: الملائكة، هم فوق ما في الأرض من دابَّة، ومع ذلك يخافون الله، فلأَنْ يخافَ مَنْ دونهم أولى {ويفعلون ما يؤمرون} يعني: الملائكة.


{وله الدين واصباً} دائماً، أَيْ: طاعته واجبةٌ أبداً. {أفغير الله} الذي خلق كلَّ شيء، وأمر أن لا تتَّخذوا معه إلهاً {تتقون}.
{وما بكم من نعمة} من صحَّة جسمٍ، أو سعةِ رزقٍ، أو إمتاعٍ بمالٍ وولدٍ، فكلُّ ذلك من الله، {ثمَّ إذا مسكم الضرُّ} الأسقام والحاجة {فإليه تجأرون} ترفعون أصواتكم بالاستغاثة.
{ثمَّ إذا كشف الضر عنكم} يعني: مَنْ كفر بالله، وأشرك بعد كشف الضُّرَّ عنه.
{ليكفروا بما آتيناهم} ليجحدوا نعمة الله فيما فعل بهم {فتمتعوا} أمر تهديد {فسوف تعلمون} عاقبة أمركم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8